من الإثنين إلى السبت : 8:00 صباحاً - 9:00 مساءً

الطب النفسي و الخوف من الوصمة: كسر حاجز طلب الرعاية الصحيّة العقليّة

الطب النفسي و الخوف من الوصمة: كسر حاجز طلب الرعاية الصحيّة العقليّة

الطب النفسي و الخوف من الوصمة: كسر حاجز طلب الرعاية الصحيّة العقليّة

تشكل الوصمة المرتبطة بالطب النفسي حاجزاً كبيراً أمام العلاج الصحي العقلي في جميع أنحاء العالم. وغالباً ما تنبع من المفاهيم الخاطئة حول المرض العقلي، مما يؤدي إلى مشاعر الخوف من التمييز والعار. يتجنب العديد من الأشخاص طلب المساعدة النفسيّة بسبب المخاوف من الحكم عليهم أو تعييرهم.

لا تؤثر الوصمة على الأفراد فحسب، بل تؤثر على المجتمع ككل، مما يحدّ من الوصول إلى الرعاية ويدعم الصورة النمطية السلبية. الصحة العقليّة مهمة تماماً مثل الصحة البدنيّة، تتطلب عملية معالجة الوصمة التثقيف العام والحوار المفتوح والدعوة إلى تشكيل بيئات داعمة لتقديم المساعدة.

المفهوم الحقيقي للوصمة

يمكن أن تتخذ الوصمة أشكالاً عديدة ( اجتماعية ونفسيّة وبنيويّة). تنطوي الوصمة الاجتماعية على مواقف سلبيّة من الآخرين، بينما تحدث الوصمة الذاتيّة عندما يقتنع الأفراد بهذه المواقف، مما يؤدي إلى الشعور بعدم القيمة أو العار. بينما يتم دمج الوصمة البنيويّة ضمن الأنظمة كالقوانين و السياسات التي تهمّش أولئك الذين يعانون من مرض عقليّ.

عمل الطب النفسي على تغيير هذه التصورات من خلال التركيز على الصحة العقليّة كقضية طبيّة تتطلّب الرعاية والتعاطف تماماً كالأمراض الجسديّة.

التأثير على المرضى

تمنع الوصمة المحيطة بالمرض العقلي الأفراد من طلب المساعدة، مما يؤدي إلى تفاقم الأعراض وانخفاض جودة الحياة. يمكن أن يؤثر ذلك على التوظيف والعلاقات والرفاهيّة العامة. يخشى العديد من الأشخاص أن يتم تصنيفهم مجتمعياً على أنهم “غير مستقرون” أو “خطيرون”، على الرغم من أن معظم الحالات النفسيّة يمكن إدارتها بالعلاج المناسب.

تحسين مفهوم الوصمة

يتطلب التغلب على الوصمة اتخاذ إجراءات على جبهات عديدة. تساعد حملات التوعية العامة في تثقيف الناس حول حقائق المرض العقلي والحد من المفاهيم الخاطئة. بالإضافة إلى ذلك، يجب أن تبتعد وسائل الإعلام عن الصورة التقليديّة النمطيّة بإظهار الأفراد كأشخاص معقدين و عرض الصورة على حقيقتها كأشخاص يمكنهم أن يعيشوا حياة طبيعيّة بعد تلقيهم العلاج المناسب.


الخلاصة إن كسر الخوف من الوصمة المرتبطة بالطب النفسي أمر ضروري لتحسين نتائج الصحة العقلية. يمكننا تشجيع الأفراد على طلب المساعدة دون الخوف من الحكم عليهم، من خلال تعزيز بيئة منفتحة وداعمة، مع التعليم والتعاطف والدعوة لتغيير الطريقة التي ينظر من خلالها المجتمع إلى الصحة العقليّة.